مقال "سباركي"

جولة التعادلات

 

الجولة الثانية لدوري اتصالات للمحترفين يمكن أن نطلق عليها جولة التعادلات، إذ انتهت أربع مباريات من أصل ستة بالتعادل، الوحدة والعين 2-2، الشارقة والجزيرة 2-2، النصر وعجمان 1-1، دبي والشباب 1-1،  فقط مباراتان انتهتا بالفوز، الوصل المتصدر على بني ياس 2-1، والأهلي على الإمارات 2-0. ولم تشهد مباريات الجولة الأولى سوى تعادل واحد لعجمان مع بني ياس، ويعتبر البرتقالي هو الوحيد الذي تعادل في مباراتين، كما يعتبر مع أربع أندية أخرى هي الوصل، الجزيرة، العين، الشباب، لم تهزم في جولتي دوري اتصالات حتى الآن. 

وتميزت الجولة الثانية بالأهداف التي تسجل في الدقائق القاتلة، وبعد أن تكون قد سيطرت حالة من الإسترخاء على لاعبي الفريق الفائز، والذي يعتقد لاعبوه خاصة المدافعين بأن الفوز مضمون والنقاط في الجيب، رغم أنه ليس هناك شئ مضمون في كرة القدم، إلا مع صافرة الحكم النهائية. ففي مباراة النصر وعجمان راقب دفاع النصر هداف عجمان ابراهيما توريه أكثر من 90 دقيقة، ومنعه من التسجيل، ولكن المهاجم السنغالي أفلت من مراقبيه في لحظة، ولدغ هدف التعادل برأسية في آخر دقيقة، ليحرم النصر من فوز كان في حاجة ماسة إليه.

وفي مباراة الزعيم والعنابي في ابوظبي، ظل أصحاب الأرض متقدمين 2-1 حتى الدقيقة الأخيرة، ليسجل مدافع العين اسماعيل احمد هدف التعادل، ويحرم الوحدة من أول فوز. وحدث نفس الشئ في مباراة الشارقة والجزيرة عندما تقدم حامل اللقب 2-1، حتى الثواني الأخيرة ليسجل الوافد الجديد سالم جاسم المنتقل حديثاً من كلباء، هدف التعادل الغالي لأصحاب الأرض ويضمن لهم الفوز بأول نقطة في دوري هذا الموسم. ولم يكن أمام هجوم الجزيرة القوي الوقت الكافي لتسجيل هدف الفوز، فقد كانت صافرة الحكم أسرع في إنهاء المباراة. 

وفي مباراة دبي والشباب كان الأمر أخف وطأة، إذ ان خوليو سيزار مهاجم الشباب سجل التعادل للجوارح في الدقيقة 81، ملغياً تقدم اصحاب الأرض بهدف ابوبكر كمارا.

وشهدت مباريات الجولة الثانية انخفاضاً في الإقبال الجماهيري عن العدد الذي حضر الجولة الأولى، وبفارق كبير وصل إلى أكثر من ثمانية آلاف متفرج، رغم أن الكثير من الأندية بدأت في ابتكار وسائل لجذب الجماهير للملاعب، مثل الأهلي والإمارات والعين وعجمان، وقبلهم الجزيرة الذي حطم الأرقام القياسية في الحضور الجماهيري منذ الموسم الماضي، كما أن مباراته التي اقيمت في الجولة الأولى على ملعبه ستاد محمد بن زايد بالعاصمة ابوظبي شهدها قرابة الإثني عشر ألف متفرج، وهو رقم لم تسجله أي مباراة حتى الآن.

ولعل من الإنجازات الرائعة للكرة الإماراتية في الأسبوع الماضي، وصول فريقي الأهلي والشباب إلى المباراة النهائية لدوري ابطال الخليج (خليجي 26)، بعد أن اجتازا اختبارين صعبين في الكويت في مباراتي الدور قبل النهائي، وعادا ظافرين من هناك، وفي يد كل منهما بطاقة التأهل للفوز باللقب الخليجي الذي سيكون إماراتياً خالصاً. وكانت أربع أندية إماراتية قد فازت باللقب الخليجي من قبل هي: الشباب، العين، الجزيرة والوصل.  

وواصل الوصل حصد النقاط بقيادة الأسطورة مارادونا، وتغلب على بني ياس في عقر دار هذا الأخير بهدفين لهدف، ولعل من تابع المباراة اعتقد أن الوصل سيسجل فوزاً تاريخياً بعد أن تقدم الضيوف 2-0 ولم يمر سوى تسع دقائق من انطلاقة المباراة، ولكن تحسن أداء بني ياس بعد ذلك خاصةً في الشق الدفاعي، قلصوا الفارق في بداية الشوط الثاني، وعجز سنغاهور هداف دوري الموسم الماضي ورفاقه في هز شباك الوصل مرة ثانية وإدراك التعادل، ليفقد وصيف النسخة الماضية لدوري اتصالات خمس نقاط في مباراتين.