أخبار

أضواء على الجولة الأولى للدور الثاني لدوري اتصالات للمحترفين

العين إلى أين؟ خسر من دبي والآن في المركز قبل الأخير، الفريق لم يتذوق طعم الفوز منذ 5 أشهر!

الجزيرة وسع الفارق، والوحدة يؤكد عودته القوية.

بني ياس لعب في غياب كامل لخط وسطه، ودفع الثمن.   

 

   لعل المركز الذي يحتله نادي العين أحد قلاع الرياضة الإماراتية في دوري اتصالات للمحترفين حاليا لا يليق بتاريخه المشرف المرصع بالبطولات القارية، الخليجية والمحلية، ويكفي أنه النادي الإماراتي الوحيد الذي حقق إنجاز الفوز بدوري أبطال آسيا في نسخته الأولى عام 2003.

   كما أنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري إذ توج بطلا لدوري الإمارات تسع مرات، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة خمس مرات، وكأس السوبر مرة، وكأس الأندية الخليجية أبطال الدوري مرة، وكلها أرقام وإنجازات تؤكد عراقة هذا النادي وعشقه للبطولات، وكما قال كبير مشجعيه العمدة مفتخرا بإنجازات فريقه: بطولة ورا بطولة  هذا العيناوي مين يطوله. ورغم كل هذا السجل الناصع البياض، ماذا دهى البنفسج في الأشهر الأخيرة،وتحديدا في بطولة دوري اتصالات للمحترفين. 

   ولعله قد يكون مستغربا وأمر قد لا يصدقه الكثيرون إذا علمنا أن آخر فوز حققه العين في دوري اتصالات كان في 3 سبتمبر 2010، وبعدها لم يتذوق طعم الفوز طوال أكثر من خمسة أشهر، صحيح أنه خلال هذه الفترة حقق نتائج جيدة في كأس اتصالات وصعد إلى الدور نصف النهائي بعد أن تصدر مجموعته، ولكنه عجز عن الفوز في المسابقة الأهم وهي الدوري، وجاءت هزيمته الأخيرة من دبي في المرحلة الثانية عشرة (الجولة الأولى من الدور الثاني) عصر الخميس الماضي لتعمق جراح الفريق الباحث عن فوز يعيد له توازنه ويرفع من معنويات لاعبيه ويضعه في سكة الانتصارات.  

   ليس ذلك فحسب، بل تدحرج الفريق إلى المركز الحادي عشر في ترتيب الفرق، وأصبح يحتل أحد المركزين اللذين يؤديان إلى الطريق السريع نحو الهبوط. كما أن خط هجومه يعتبر الأضعف بين كل فرق دوري اتصالات، إذ سجل 14 هدفا في 12 مباراة وهو أقل معدل تسجيل أهداف لهجوم العين في تاريخ مشاركاته بالدوري.  

   ولاشك أن إدارة النادي قدمت كل ما من شأنه مساعدة الفريق على الأداء بالشكل المطلوب، فقد تم تغيير المدرب بآخر برازيلي، وتم استقدام لاعبين أجانب جدد بعد الاستغناء عن هداف الفريق السابق الأرجنتيني خوزيه ساند، وكما يقولون الكرة الآن في ملعب اللاعبين وعليهم أن يثبتوا أنهم أهل لتحمل المسئولية والدفاع عن شعار البنفسج في بقية مباريات دوري اتصالات، والخروج به من هذه الدوامة المخيفة التي وضعوا فريقهم فيها. وهم قادرون على ذلك، فالفريق لا ينقصه شئ، ويضم بين صفوفه نخبة من خيرة اللاعبين الشباب أصحاب المهارات وكذلك أصحاب الخبرات.

 

الجزيرة وسع الفارق في القمة

   ولم يخيب الجزيرة ظن جماهيره، فواصل حصد النقاط سواء على ملعبه أو خارجه، فقد سجل فوزا صعبا على ملعب النصر 2-1، ووسع الفارق مع أقرب مطارديه بني ياس إلى سبع نقاط. ولولا خبرة نجومه وقدرتهم على امتصاص اندفاع لاعبي النصر في الشوط الثاني، لما غنموا الثلاث نقاط. ويبدو أن الجزيرة عازم في بداية الدور الثاني على توسيع فارق النقاط بينه وبين مطارديه، حتى إذا خسر نقاطا في الجولات الأخيرة يكون لديه رصيد يعوض ما سيفقده، لأن الجزيرة تعرض لهذه التجربة المريرة خلال الثلاث مواسم الأخيرة، وفي كل مرة كان يفقد لقب البطولة في الأمتار الأخيرة بعد أن يفقد نقاطا مهمة، ولا يكون لديه رصيد للتعويض.

 

بني ياس أضاع الفرصة

   خسر بني ياس نقطتين غاليتين في مشواره للحاق بالجزيرة بعد أن تعادل على ملعبه في الشامخة مع الشباب 2-2، وكان تأثير غياب كامل خط وسط فريق بني ياس عن المباراة واضحا في شكل أداء الفريق، فقد غاب عنه لدواعي الإصابة والإيقاف: عامر عبد الرحمن، محمد فوزي، ذياب عوانة، فوزي بشير وحبوش صالح، ورغم أن البدلاء حاولوا قدر الإمكان، إلا أن تأثير غياب الخماسي حد من خطورة هجمات الفريق وقلل من الكرات التي كان يتم تمويل رأس الحربة سنغاهور بها، بشكل أفقده خطورته داخل منطقة الجزاء.

   ولكن يحمد للفريق أنه عاد مرتين بعد أن كان متأخرا صفر-1 و1-2، وجاء هدف التعادل الثاني قبل النهاية بثلاث دقائق وسجله مدافع الفريق علي مسري.

   أما الشباب الذي أضاع تقدمه مرتين، فقد عانى هو الآخر من غياب صانع ألعابه فيلانوفا، وكان بإمكان الفوز أن يضعه في المركز الثالث برصيد 19 نقطة، ولكن التعادل وضعه في المركز السابع وفي رصيده 17 نقطة.

 

الخطر القادم ..... وحداوي

   عاد الوحدة بقوة مع بداية الدور الثاني وهزم الوصل 4-0، وكان هذا الفوز الكبير تعويضا عن خسارته في آخر مباريات الدور الأول أمام الظفرة 4-2، ولعل هذا الفوز يؤكد حقيقة أن الوحدة قادم بقوة للمنافسة والدفاع عن اللقب الذي فاز به الموسم الماضي بعد أن استعاد معظم نجومه مستواهم الجيد. ولكن الأمر يحتاج إلى انتصارات متواصلة من جانب الوحدة في المباريات القادمة، على شرط أن يتعرقل الجزيرة ويفقد نقاطا كثيرة في مقبل المباريات، فالفارق بين الجزيرة المتصدر والوحدة صاحب المركز الثالث حاليا 14 نقطة، وهو فارق كبير. ويبدو أن الجزيرة قد استوعب دروس المواسم الماضية وأصبح جاهزا للتحدي.

   أما الوصل فما زال يبحث عن أول انتصار منذ آخر فوز حققه على اتحاد كلباء في المرحلة السادسة في 17 أكتوبر الماضي، فقد خسر الفريق بعدها في أربع مباريات وتعادل في اثنتين، وابتعد عن صرع القمة بعد أن صار فارق النقاط مع الجزيرة 15 نقطة.

 

دبي في الطريق الصحيح

   ربما كان فوز دبي على العين مفاجئا بمقاييس تاريخ الفريقين وانجازاتهما، لكنه لم يكن مفاجئا قياسا لما قدمه الفريقان في المباراة التي عرف نادي دبي كيف يتعامل معها، وكيف يسجل ويحافظ على فوزه حتى نهاية المباراة ليحصد ثلاث نقاط غالية رفعته إلى المركز التاسع بفارق نقطة عن العين، وبأفضلية المواجهات المباشرة مع الظفرة. والحق يقال منذ أن تولى البرازيلي جوزيف دو سانتوس مهمة تدريب الفريق، والأداء والنتائج قد تحسنت، وأصبح الفريق يشكل خطورة على منافسيه ولا يخسر بسهولة.

   وفي المباراة الوحيدة التي خلت من الأهداف تعادل الأهلي سلبيا على ملعبه مع الظفرة، والذي كان التعادل نتيجة جيدة له باعتبار فوزه بنقطة من خارج أرضه. وأضاع الفريقان كل فرص التسجيل طوال التسعين دقيقة خاصة الأهلي الذي أضاع نقطتين كان يمكن أن تضمنا له احتلال المركز الثالث، وله مباراة مؤجلة لو فاز فيها فإنه يضيق الفارق مع المتصدر الجزراوي.