أخبار

الشباب استحق الفوز بكأس اتصالات لأنه الأفضل

تتواصل أفراح فريق الشباب بعد فوزه ببطولة كأس اتصالات إثر تغلبه على العين 3-2 في المباراة النهائية التي احتضنها ستاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي، ووصفت دقائقها الأخيرة بالمجنونة لما تضمنته من إثارة وحماس وقوة ورغبة جامحة في تحقيق الفوز والظفر بالكأس لتعويض اخفاقات الموسم في بطولتي دوري اتصالات للمحترفين وكأس صاحب السمو رئيس الدولة.

المنافسة في بطولة خارجية

وإن كان الفريقان يشاركان في بطولات خارجية، فالعين يشارك في دوري أبطال آسيا، والشباب في دوري أبطال الخليج، إلا أن فرصة الفوز باللقبين قد تبدو صعبة والفوز فيهما يحتاج إلى نفس طويل، وقد يكون الشباب مهيأ بشكل أفضل للمنافسة على لقب دوري أبطال الخليج بعد تصدره لمجموعته وقرب انتقاله للدور نصف النهائي. في حين نجد أن العين سيشارك في مباراتيه الأخيرتين في دوري أبطال آسيا أمام سيول الكوري في العاصمة الكورية، وناغويا غرامبوس الياباني على ملعبه في العين باللاعبين الاحتياطيين.

تحدي خطير للزعيم

وارتأى مدربه البرازيلي الكسندر غالو أن يريح لاعبيه الأساسيين الذين خاضوا نهائي كأس اتصالات مساء الجمعة الماضي من رحلة الطيران الطويلة (ذهابا وإيابا) إلى ومن شرق آسيا لملاقاة سيول الكوري، وذلك بأن يبقوا في العين لإعدادهم للمباراة المؤجلة امام الأهلي في  دوري اتصالات والتي ستقام يوم الأحد القادم 8 مايو على ستاد راشد بالنادي الأهلي، وهي وكل المباريات المتبقية للعين تمثل تحديا خطيرا لمسيرة الفريق وبقائه في دوري اتصالات.

الأفراح تتوقف مؤقتا

وربما تتوقف أفراح الفوز بكأس اتصالات في الشباب مؤقتا، وذلك للاستعداد لاستضافة فريق السالمية الكويتي يوم بعد غد الثلاثاء على ملعبه ستاد مكتوم بن راشد بدبي في دوري أبطال الخليج، وفوز الشباب بالنقاط الثلاث يؤكد صدارته للمجموعة الأولى، ويكون متبقيا له مباراة أخيرة خارج ملعبه مع الرفاع البحريني في 10 مايو.

سياو ألغى الزمن الإضافي

نعود للمباراة النهائية لكأس اتصالات التي كسبها الشباب 3-2 بهدف قاتل جاء في آخر دقيقة من عمر المباراة، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى أننا سنشاهد زمنا إضافيا، خاصة بعد أن نجح العين في التعادل 2-2 في الدقيقة الأولى للوقت بدل  الضائع، ولكن البرازيلي سياو الذي كان نجم المباراة الأول بتسجيله هدف الفوز في الثواني القاتلة، وقبلها سجل هدف التعادل في الدقيقة 70 لتصبح النتيجة 1-1 وليعيد الجوارح للمباراة، بعد أن ظل الفريق متأخرا بالهدف الذي سجله قلب دفاع الشباب عصام ضاحي بالخطأ في مرماه بعد 19 دقيقة من انطلاقة المباراة.

وظل الشباب طوال أكثر من 50 دقيقة يبحث عن هدف التعادل، إلى أن جاء الفرج من قدم سياو الذي زعزعت انطلاقاته السريعة دفاعات العين، وجعلتهم عاجزون عن إيقاف خطورته على مرمى وليد سالم، ولم يكن سياو هدافا لا يشق له غبار فحسب، بل أدى دور صانع الألعاب أيضا، فالهدف الثاني الذي سجله خوليو سيزار قبل أربع دقائق من انتهاء المباراة كان صناعة سياوية، فهو الذي مرر لسيزار داخل المنطقة قبل أن يسدد أرضية زاحفة لم يتوقعها وليد سالم، وكانت ردة فعله متأخرة.

جمعة سعيد تأخر نزوله كثيرا !

ومع أن البديل رأس الحربة جمعة سعيد أحرز هدف التعادل للعين 2-2 في أول دقيقة من الوقت بدل الضائع بمجهود رائع في الاستلام والاستدارة السريعة، وتسديد أرضية على يمين حسن شريف في مرمى الشباب. وفي الوقت الذي تهيأ كل من بالملعب للبقاء نصف ساعة اخرى (زمن الوقت الإضافي)، وربما الوصول لركلات الترجيح لتحديد البطل، إذ بمدافع الشباب وليد عباس ينخرط في الناحية اليسرى بكرة سريعة مررها له الشيلي فيلانوفا، تخلص من مسلم فايز وواصل انطلاقته ليراوغ فارس جمعة ويلمح سياو داخل المنطقة، عكسها للبرازيلي الخطير الذي تقدم داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية لامست فخذ اسماعيل احمد وسكنت على يمين وليد سالم، رغم محاولة فارس إبعادها، ولكنها هزت الشباك بعنف معلنة فوز الجوارح في توقيت حرج لا يمكن العين من التعويض، إذ أنه كان متبقيا ثواني قليلة قبل أن يطلق حكم المباراة علي حمد صافرته معلنا انتهاء النسخة الثالثة للبطولة التي اكتسبت اهتماما كبيرا من جميع الأندية، ولم تعد بطولة تنشيطية كما كان يردد البعض.

الأجانب رجحوا كفة الشباب

ولعل أهم أسباب فوز الشباب بالبطولة هو المستوى المتميز الذي قدمه أجانب الشباب، البرازيليان سياو وخوليو سيزار، والشيلي فيلانوفا، فقد لعب ثلاثتهم الدور الأبرز في انتصار الشباب وتتويجه باللقب، فسياو سجل هدفين وصنع الثالث، وسيزار سجل هدفا، والفنان فيلانوفا كانت بصمته واضحة في وسط الملعب كصانع العاب متمكن، كما أن العناصر المواطنة أدت بمستوى جيد خاصة المدافعين، وليد عباس، محمد احمد، عبد الله درويش وعصام ضاحي كانوا الصخرة التي تحطمت عليها هجمات العين خاصة في الشوط الثاني، ولم يؤثر الهدف الذي سجله ضاحي في مرماه في الشوط الأول في معنوياته، بل أدى بقية المباراة بمستوى ثابت، وفي المرمى كان حسن شريف يقظا في معظم الكرات التي وصلته.

بوناميغو ....... ربان أبحر بسفينته بحنكة واقتدار  

وكان خط الوسط بقيادة فيلانوفا، إضافة إلى الدينمو عادل عبدالله، علي محمد، عيسى عبيد في قمة النشاط والحيوية سواء للاعبي الارتكاز أو صانعي اللعب. وكان مدرب الفريق باولو بوناميغو بمثابة الربان الذي أبحر بسفينة الشباب في بحر كأس اتصالات، حتى وصلت إلى غايتها بالتتويج بكأس البطولة، كانت تغييراته في الشوط الثاني موفقة إلى الحد البعيد، ففي خط الوسط أدخل حسن ابراهيم مكان علي محمد مع بداية الشوط الثاني، وداود علي مكان عيسى عبيد في الدقيقة 80، وعيسى محمد مكان عبد الله درويش في الدفاع في الدقيقة 83، ولعب وليد عباس مكان درويش كظهير أيسر وترك مكانه في قلب الدفاع لعيسى، وعن طريق هذا التغيير جاء هدف الفوز في الثواني القاتلة عندما انخرط وليد من الناحية اليسرى سريعا ليعكسها لسياو الذي سددها قوية في المرمى.

الزعيم لم يستفد من أجانبه، وكانوا عالة!

أما العين فقد خسر بسبب المستوى المتواضع للاعبيه الأجانب، الذين لم يكونوا عونا للفريق في المباراة النهائية، الياس روبيرو لم يقدم ماهو منتظر منه ولم يشكل أي خطورة على مرمى الشباب، حتى تم استبداله بجمعة سعيد الذي أفرح جمهور العين بإدراكه هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، قبل أن يقتل سياو الفرحة في الثواني القاتلة بتسجيله هف الفوز للجوارح. ورغم المجهود الذي يبذله ابراهيما كيتا في وسط العين، وهو يعتبر أفضل أجانب الزعيم، إلا أنه ليس بذلك اللاعب الذي يمكن أن يحدث الفارق في مثل هذه المباريات، كما أن الروماني فالنتين لم يشارك في المباراة بعد أن اظهر مردودا متواضعا في المباريات القليلة التي شارك فيها، وفضل المدرب إشراك الإيفواري جمعة سعيد مكانه.

حسابات خاطئة لغالو

ولعل مدرب العين أساء تقدير الموقف وكانت حساباته خاطئة في المباراة، إذ أنه لعب بدون رأس حربة صريح كان يمكن أن يترجم السيطرة العيناوية في الشوط الأول إلى أهداف، ولكن غالو احتفظ بجمعة سعيد رأس الحربة الوحيد المتواجد في التشكيل إلى جواره في دكة الاحتياطي، وأشركه في السبع دقائق الأخيرة، والغريب أن اللاعب سجل هدف التعادل للعين في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.

واعتمد مدرب العين في الشوط الأول على عمر عبد الرحمن، الياس وشهاب في الخط الأمامي لإنهاء الهجمة، ولكن أي منهم ليس مركزه الأصلي رأس حربة، لذلك كانوا دائما ما يرجعون إلى الخلف، مما أراح دفاع الشباب ولم يتعرض لأي ضغط، ولعب حسن شريف مرتاحا معظم أوقات المباراة، ولم يتهدد مرماه بأي كرات خطيرة، وزادت خطورة الهجوم العيناوي بعد نزول جمعة سعيد، ولكن الوقت لم يسعفه، فقد لعب فقط سبع دقائق إضافة لأربع كزمن بدل ضائع.

المسؤولية المباشرة !

إذن فإن مدرب العين يعتبر مسؤولا مسؤولية مباشرة عن ضياع المباراة، بعد أن حرم فريقه من جهود رأس الحربة جمعة سعيد، وأجلسه على دكة الاحتياط حتى الدقيقة 83، ولو قدر لجمعة أن يلعب منذ بداية المباراة، لربما سجل ولتغيرت نتيجتها، ولربما كان بإمكان العين الفوز بكأس اتصالات للمرة الثانية. ولكن هذه هي كرة القدم، تحسم نتائجها بالأخطاء، سواء أكانت هذه الأخطاء من اللاعبين داخل الملعب، أو من  المدربين وهم جلوس على دكة الاحتياط، أو وقوف طوال زمن المباراة كما يفعل الكثير من المدربين.