أخبار
أضواء على مشاركات أنديتنا في دوري الأبطال الآسيوي
كان يمكن القول بأن مشاركة أندية الإمارات في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا إيجابية للحد البعيد لولا الهزيمة القاسية التي تلقاها فريق الجزيرة من سيباهان فولاد الإيراني في ملعب هذا الأخير في مدينة أصفهان. ولكن الناحية الإيجابية جاءت من فريق نادي الإمارات الذي أدى بمستوى أكثر من رائع في ثاني مبارياته بالمجموعة الرابعة وتمكن من الفوز على الريان القطري، ويحتل الإمارات حاليا المركز الثاني في المجموعة برصيد ثلاث نقاط، بعد المتصدر زوباهان الإيراني والذي يجلس على الصدارة برصيد أربع نقاط بعد تعادله مع الشباب السعودي بدون أهداف، وللشباب نقطتان وللريان نقطة واحدة.
انتصار تاريخي للإمارات:
وقد حقق فريق الإمارات ماعجزت عن تحقيقه الأندية الكبيرة ذات الإمكانيات الضخمة في دوري الأبطال الآسيوي حتى الآن على الأقل، فالفوز الذي حققه على الريان يعتبر أول فوز للأندية الإماراتية بعد مرور مرحلتين في المسابقة، فالوحدة تعادل في مباراتين أمام بونيودكور الاوزبكي وبيروزي الإيراني، والجزيرة تعادل في المباراة الأولى أمام الغرافة القطري وخسر في الثانية من سيباهان الإيراني بنتيجة كبيرة، والعين خسر مباراته الأولى على ملعبه من سيول الكوري وتأجلت مباراته الثانية أمام ناغويا غرامبوس الياباني لظروف الزلازل التي عصفت باليابان في الأيام الماضية، وسيحدد الإتحاد الآسيوي موعدا جديدا لها.
إذن فإن انتصار فريق الإمارات بهدفين نظيفين على الريان أحد أعرق أندية قطر والحائز على العديد من البطولات في بلده، يعتبر أول انتصار لأندية الإمارات في سبع مباريات خاضتها حتى الآن في دوري أبطال آسيا 2011. ويفتح هذا الفوز الباب واسعا أمام فريق الإمارات لمواصلة انتصاراته ونتائجه الإيجابية لاحتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في المجموعة الرابعة، ومن ثم الصعود لدور الستة عشرة لأول مرة في تاريخ النادي.
الإمارات يلعب كرة محترفين:
ورغم أن الإمارات الذي يلعب ضمن أندية الدرجة الأولى " أ " بعد هبوطه الموسم الماضي من دوري المحترفين، مع أنه لم يكن يستحق الهبوط قياسا للمستويات الجيدة التي قدمها في دوري الأضواء والشهرة، رغم أنه خسر قبل أسبوعين مباراته الأولى خارج ملعبه أمام زوباهان الإيراني بنتيجة 2-1، إلا أنه في تلك المباراة لم يتهيب الموقف كأول مشاركة خارجية له تقام خارج ملعبه، فقد قدم عرضا قويا أحرج خلاله الفريق الإيراني في مناسبات عديدة، وكان الأقرب للتعادل والعودة بنقطة غالية لولا سوء الطالع وقلة الخبرة في مثل هذه البطولات إذ يشاركون في دوري أبطال آسيا للمرة الأولى.
وقد أبلى نجوم الإمارات أمام الريان بلاء حسنا، وكان بإمكانهم تسجيل المزيد من الأهداف لولا تألق حارس مرمى الريان سعود الهاجري الذي نجح في صد العديد من الكرات التي صوبها نحو مرماه نبيل الداودي صاحب الهدف الأول، وإلى جواره حاج بوقش وعدنان حسين الذي لعب في الشوط الثاني، ونجح كريم كركار في قيادة الوسط إلى جانب عمر عبد العزيز، عبد الله علي وعامر ذيب. كما أن مدرب الفريق التونسي غازي الغرايري نجح في قيادة فريقه من خارج الملعب، وكان لتغييراته الموفقة في الشوط الثاني دورا كبيرا في المحافظة على الفوز الذي تحقق.
ورغم أن فريق الريان سعى لشن بعض الهجمات على مرمى الإمارات خلال فترات المباراة، إلا أن الدفاع الإماراتي كان صخرة تحطمت عليها كل محاولات مهاجمي الريان، وقاد الخط الخلفي بأداء قوي علي ربيع ومعه هادف سيف الذي لم يكتفي بدوره الدفاعي بل سجل الهدف الثاني برأسية إثر ركلة ركنية، ومعهما محمد بوصفارد وإدريس فوزي، ومن خلفهم الحارس الأمين أحمد الشاجي، والذي أدى بشكل طيب في كل الكرات التي وصلته.
المباراة القادمة مع الشباب السعودي:
ولاشك أن لاعبي الإمارات يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بعد هذا الفوز الكبير، وعليهم أن يستعدوا بشكل جيد للمباريات القادمة، خاصة المباراة المقبلة أمام الشباب السعودي في الرياض في 6 ابريل، وهي مباراة مهمة للإمارات، الفوز فيها يضعه في صدارة المجموعة، والتعادل يبقي أمله في الصعود لدور ال 16.
نتيجة إيجابية للوحدة في طهران:
واقتنص الوحدة نقطة غالية من بيروزي الإيراني على ملعبه استاد آزادي في طهران، بعد قدم لاعبوه أداء قويا رغم الغيابات في صفوفه حيث غاب الحارس الخبرة معتز عبد الله وهداف الفريق فرناندو بيانو والظهير الأيسر المهاجم محمود خميس، وهي غيابات مؤثرة خاصة الهداف بيانو، وفي غيابه سجل مدافع الفريق حس أمين هدف الوحدة.
والمتتبع لنتائج الوحدة في دوري أبطال آسيا هذا الموسم يلاحظ أنها أفضل من نتائجه في بطولة العام الماضي، حيث كان يفكر وقتها في الفوز ببطولة دوري اتصالات للمحترفين، ليتسنى له المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2010، وتحقق له ذلك. أما في هذا الموسم وبعد تضاؤل أمله في المنافسة للفوز ببطولة دوري اتصالات للمحترفين، فإنه يعطي اهتماما أكبر للبطولة الآسيوية، وحتى الآن لم يهزم، تعادل في مباراتين مع بونيودكور وبيروزي وفي رصيده نقطتان، ويطمح في المزيد، مباراته القادمة ستكون في 5 أبريل على ملعبه مع الاتحاد السعودي متصدر المجموعة الثالثة برصيد ستة نقاط لفوزه على بيروزي وبونيودكور الاوزبكي، وهي مباراة صعبة تتطلب إعدادا واستعدادا خاصا لإيقاف خطورة الفريق السعودي وفرملة انطلاقته القوية.
الجزيرة خسر بالخمسة:
وكانت خسارة الجزيرة بالخمسة في أصفهان مؤلمة لعشاقه ومحبيه، فالفريق الإيراني وباعتراف مدرب الجزيرة آبل براغا استحق الفوز الكبير، وحتى قبل المباراة ذكر براغا بأن سيباهان فريق قوي وتصعب هزيمته على ملعبه. ويبدو أن براغا لايريد أن ينشغل ببطولتين قويتين في وقت واحد وهما بطولة دوري اتصالات للمحترفين التي يتصدرها بفارق سبع نقاط عن أقرب ملاحقيه، وبطولة دوري الأبطال الآسيوي والتي غنم منها حتى الآن نقطة واحدة من المجموعة الأولى الصعبة التي تضم إلى جانب سيباهان كل من الهلال السعودي والغرافة القطري.
وبالطبع يطمع براغا ولاعبوه في التركيز والفوز بدوري اتصالات للمحترفين الذي استعصى عليهم طوال المواسم الماضية، ويبدو هذا الموسم أقرب إليهم من حبل الوريد، لذلك ربما كان الاهتمام بدوري اتصالات للمحترفين والتركيز للفوز به هذا الموسم هو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه آبل براغا ونجوم الفرقة الجزراوية، وماعدا ذلك من بطولات يشارك فيها الجزيرة مثل دوري الأبطال الآسيوي، وهي بطولة صعبة، شاقة وطويلة، فلن تكون بنفس أهمية الظفر بلقب دوري اتصالات للمحترفين للمرة الأولى في تاريخ النادي.
الجزيرة يحتل المركز الأخير في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة، ومباراته القادمة ستكون أمام الهلال السعودي في الرياض في الخامس من أبريل.
المحصلة فوز، 3 تعادلات و3 هزائم:
إذن فإن محصلة مشاركة أندية الإمارات في الجولتين اللتين أقيمتا حتى الآن في دوري أبطال آسيا 2011، تتمثل في فوز وحيد حققه نادي الإمارات على الريان القطري، ثلاث تعادلات: الوحدة مع بونيودكور، الوحدة مع بيروزي، الجزيرة مع الغرافة، وثلاث هزائم: العين أمام سيول الكوري، الجزيرة أمام سيباهان الإيراني والإمارات أمام زوباهان الإيراني. أي أن الفرق الإماراتية الأربعة مجتمعة جمعت ست نقاط من 21 نقطة كان يمكن أن تغنمها لو فازت في كل المباريات التي لعبتها.