أخبار
سنوات المعاناة والصبر عركت الجزراوية وأهلتهم لحصد الثنائية
لم يبتعد الفريق عن المركزين الثاني والثالث في المواسم العشرة الأخيرة. حسم بطولة دوري اتصالات قبل انتهائها بأربع جولات، ويسعى لإنجاز بطولة بدون هزيمة. الاستقرار الفني وثبات التشكيلة كانا أهم أسباب فوز العنكبوت بالدوري والكأس.
معركة الهبوط تزداد سخونة بعد فوز كلباء وهزيمة دبي!
جاء تتويج فريق الجزيرة ببطولة دوري اتصالات للمرة الأولى في تاريخ النادي ثمرة جهود سنوات متواصلة من العمل الجاد والصبر والجهود المضنية التي بذلتها أسرة النادي (كبار المسؤولين، مجلس الإدارة، الجهاز الفني واللاعبين) وجمهور النادي الذي صبر مواسم طويلة وهو يرى البطولات تتطاير من تحت أقدام لاعبيه، رغم أنه يكون متصدرا لأسابيع طويلة وهو الأقرب للظفر بالدرع الغالية، ولكن يتعثر الفريق في الأمتار الأخيرة، ويقتنص الفريق المنافس البطولة وسط دهشة وتعجب كل الوسط الرياضي.
عشر مواسم حافلة بالعطاء
فمنذ الموسم 2000-2001 والجزيرة لايحقق أدنى من المركز الثالث في ترتيب فرق الدوري، ماعدا في موسم 2002-2003 إذ حل سادسا. ففي العشر مواسم الأخيرة حل الجزيرة في المركز الثاني أربع مرات، وجاء ثالثا أربع مرات، وسادسا مرة، وفي موسم 2003-2004 حل ثالثا في مجموعته ولم يصعد للمربع الذهبي. وهذا يعني أن الجزيرة كان يخطط للفوز بدرع البطولة في تلك السنوات التي نافس فيها بقوة، وإن عبس له الحظ في الثلاث مواسم الأخيرة التي حل فيها ثانيا وبفارق ضئيل من النقاط عن الفريق البطل.
ولكنه وبقيادة مدربه البرازيلي آبل براغا، حقق نجاحا رائعا هذا الموسم، وبراغا يمضي موسمه الثالث مع الفريق، وهذا يحسب لإدارة النادي التي سعت للاستقرار الفني، وفي كل مرة كان يحل فيها الفريق وصيفا، تقوم الإدارة بتجديد عقد براغا موسما جديدا، لإيمانها بإمكانات مدرب الفريق وقدراته التي لا يختلف عليها اثنان، وأن مسالة الفوز بالبطولة تبقى مسألة وقت ليس إلا، طالما أن الفريق يسير تحت قيادة مدربه في الطريق الصحيح نحو أول لقب في تاريخ النادي العريق.
الاستفادة من سلبيات الماضي
واستفاد براغا من كل أخطاء وسلبيات الماضي، وخطط منذ بداية الموسم للفوز باللقب، ولم يشغل الفريق واللاعبين ببطولات أخرى، لأنه يعلم حسب تجربته في الموسمين الأخيرين أن العملية الاحترافية مازالت في سنواتها الأولى، وأن لياقة اللاعب الإماراتي الذهنية والبدنية لاتساعده على أن يؤدي بنفس القوة والمستوى في أكثر من بطولة في نفس الوقت، لذلك لم ينشغل بدوري أبطال آسيا كثيرا، ولعب معظم مبارياته باللاعبين البدلاء، رغم الهزائم القاسية التي تلقاها الفريق في مجموعته، وكان همه الأول درع بطولة دوري اتصالات، وأثبت أنه على حق فيما رمى إليه، فهاهي بطولة الدوري تأتيه طائعة مختارة، وتمكن من حسم أمرها قبل أربع جولات من نهاية المسابقة.
إنجاز الفوز بالثنائية
ليس ذلك فحسب، فقد حقق الفريق إنجازا آخر وهو الفوز ببطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لأول مرة في تاريخه بعد أن هزم جاره ونده التقليدي الوحدة، ليحقق ثنائية الفوز بالدوري والكأس في موسم واحد، والتي لم يحققها سوى أربع أندية إماراتية من قبل. والطريف في الأمر أن فوز الجزيرة في نهائي الكأس كان بنتيجة 4-0، وهي نفس النتيجة التي فاز بها على الوصل أمس وتوجته بطلا لدوري اتصالات للمحترفين.
تشكيلة ثابتة = انتصارات متتالية
ولعل مما ساعد الجزيرة على تحقيق هذه الإنجازات هو ثبات تشكيلة الفريق في معظم مباريات الموسم، ولايجري براغا تغييرا في تشكيلته إلا عند الضرورة القصوى كالإصابة أو الإيقاف، وكانت التشكيلة التي لعبت مباراة البطولة امام الوصل امس هي التشكيلة المثالية التي حققت هذه الإنجازات لأول مرة في تاريخ النادي، ففي المرمى على خصيف الذي أدى واحدا من افضل مواسمه وكان سببا إلى جانب مدافعيه في حماية مرمى الفريق من أهداف كثيرة كان يمكن أن تلج مرمى بطل الدوري، وفي خط الدفاع لعب خالد سبيل، جمعة عبدالله، سامي جاسم، عبدالله موسى، وكلهم أدى بشكل رائع، ويكفي أن الجزيرة هو صاحب أقوى دفاع في الدوري، إذ لم تلج مرمى الفريق سوى 16 هدفا في 18 مباراة.
هداف الفريق لاعب وسط!
أما خط الوسط (غرفة المحركات)، والذي كانت تنطلق عن طريقه كل الطلعات والغارات التي يشنها الفريق على مرمى الفرق المنافسة، وكانت في معظمها طلعات ناجحة،أحدثت العديد من الثغرات في دفاعات الخصوم، ومن ثم مهدت الطريق للمهاجمين وللاعبي الوسط لتسجيل الأهداف، حتى أن كل لاعبي الوسط ساهموا في تسجيل الأهداف الجزراوية، وتكون هذا الخط من سبيت خاطر، ياسر مطر، إبراهيما دياكيه والأرجنتيني دلغادو، مع مشاركة هلال سعيد، عبدالسلام جمعة، سلطان برغش وخميس اسماعيل في العديد من المباريات. ويكفي أن هداف الفريق في دوري اتصالات هو قائد وسطه دياكية برصيد 12 هدفا.
الثنائي البرازيلي في المقدمة
أما المقدمة الهجومية التي لعب فيها البرازيليان باري واوليفيرا، فقد شكلا خطورة متناهية على دفاعات الفرق التي واجهت الجزيرة، وإن لم يظهر باري بالمستوى المطلوب في بداية الموسم، إلا أنه عاد واستعاد خطورته قبل أن ينتصف الموسم، ويسجل أهدافا حاسمة للفريق في مباريات مهمة، كما أن اوليفيرا عاد للفريق في الإنتقالات الشتوية، وأكد بما لايدع مجالا للشك أنه ورقة العنكبوت الرابحة في النصف الثاني لأحلى مواسم نادي الجزيرة، فقد سجل باري 10 أهداف، في حين سجل اوليفيرا 7 أهداف، ولعب في هجوم الجزيرة احمد جمعة، علي مبخوت، عبدالله قاسم في بعض المباريات، وترك كل منهم بصمته. ويعتبر خط هجوم الجزيرة هو الأقوى، إذ سجل 51 هدفا في 18 مباراة.
ومازال أمام الجزيرة اربع مباريات يمكنه أن يزيد فيها رصيده من النقاط، كما أنه سيبحث عن إنجاز جديد وهو الفوز بدوري اتصالات بدون هزيمة، وسيلاقي بطل الدوري في مبارياته المتبقية كل من: اتحاد كلباء، الشباب، العين ودبي.
كلباء بعثر أوراق المؤخرة
وكانت ابرز ظواهر الجولة الثامنة عشرة فوز اتحاد كلباء على الشباب وبعثرته لأوراق المؤخرة، حيث رفع رصيده إلى 17 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن دبي صاحب المركز العاشر، ولاشك أن مباراتهما في الجولة قبل الأخيرة لدوري اتصالات على ملعب دبي في العوير ستحدد من سيبقى موسما آخر في دوري المحترفين. وللإتحاد أربع مباريات متبقية ستكون هي الحاسمة في تحديد مصير الفريق أما بقاءا أو هبوطا امام الجزيرة، العين، دبي والنصر.
الهزيمة عقدت موقف دبي
وأدت هزيمة دبي أمام بني ياس أمس إلى وضعه في موقف بالغ التعقيد في ترتيب الدوري، ومما زاد الأمر صعوبة على دبي أن العين هزم الظفرة وانتزع منه المركز التاسع برصيد 21 نقطة ولدبي 20، وله مباريات صعبة في الجولات المتبقية امام الظفرة، الوصل، اتحاد كلباء، الجزيرة. وإذا مافاز في مباراتين منها خاصة امام الظفرة وكلباء، فإنه يكون قد ضمن البقاء
الظفرة هل يقول وداعا لدوري المحترفين
كما تأزم موقف الظفرة في المؤخرة بعد أن خسر على أرضه من العين بثلاثية نظيفة، وظل على رصيده السابق 12 نقطة، مما جعله يعتبر المرشح الأول لمغادرة دوري المحترفين، وللفريق مباريات في غاية الصعوبة خارج ملعبه امام دبي والشارقة وعلى ملعبه امام النصر والوحدة.
الزعيم يبحر في مياه دافئة
وواصلت سفينة العين إبحارها في المياه الدافئة بعد الإنتصار الثاني في ثمانية ايام، مما رفع رصيد الفريق إلى 21 نقطة في المركز التاسع، وينتظر أن يواصل العين صحوته فيما تبقى من مباريات امام الوصل، اتحاد كلباء، الجزيرة والشباب. واللافت في انتصار العين على الظفرة امس أن الأهداف الثلاثة سجلها الشقيقان عمر ومحمد عبدالرحمن، وكأنهما تفاهما عليها في البيت ونفذاها في الملعب، خاصة الهدف الأول الذي رفع فيه عمر الكرة بالمقاس على رأس شقيقه، ومنه إلى شباك محمد حسين حارس الظفرة.
غلطة الشاطر بستة أهداف!
وارتكب حارس مرمى الشارقة محمود الماس خطأ كبيرا في مباراة فريقه امام الوحدة دفع ثمنها الفريق غاليا، عندما دفع مساعد الحكم بطريقة عنيفة احتجاجا على إعادة ركلة الجزاء التي كان قد صدها، فأخرج له حكم المباراة البطاقة الحمراء فورا، وكان طرده أحد اسباب الهزيمة القاسية بستة أهداف والتي نالها فريقه في شوط اللعب الثاني. ليس ذلك فحسب، إذ سيفقده الشارقة في المباريات القادمة، ولاشك أن الإنضباط لن تكتفي بإيقافه مباراتي الطرد فقط، لسوء السلوك الذي بدر منه تجاه مساعد الحكم.
الأهلي والنصر عاجزان عن النصر!
وعجز النصر والأهلي عن تحقيق الفوز في مباراتهما على ستاد راشد بعد سلسلة من التعادلات والهزائم تعرض لها الفريقان في الجولات الماضية، فالأهلي لم يفز منذ بداية الدور الثاني إلا في مباراة مؤجلة من الجولة التاسعة امام الوحدة لعبت في 14 فبراير، وطوال سبع مباريات منذ انطلاقة الدور الثاني لم يحقق الأهلي أي فوز، تعادل في ثلاث وخسر أربعة.
أما النصر فقد حقق في الدور الثاني فوزا وحيدا على العين، وبعدها تعادل في اربع مباريات وخسر مرتين، ورغم أن الفريقان بعيدان عن الصراع على الهبوط، إلا أن الحذر مطلوب في ظل زحف فرق دبي واتحاد كلباء والعين نحو المراكز الوسطية ومحاولاتهم الإبتعاد عن مراكز المؤخرة.