أخبار
ثورة فرق المؤخرة في دوري اتصالات للمحترفين
لعل أبرز ظواهر الجولة الخامسة عشرة لدوري اتصالات للمحترفين هي ثورة القاع التي اتسمت بها نتائج فرق المؤخرة، فكلها حققت الفوز ماعدا فريق الظفرة الذي تجرع مرارة الهزيمة من الوصل، في حين نجد أن العين، دبي واتحاد كلباء جميعها حققت الفوز وقفزت خطوة إلى الأمام في سبيل الإبتعاد نهائيا عن المراكز المتأخرة، حيث يتهددها شبح الهبوط.
ورغم أن الأندية الثلاثة سجلت فوزا مهما، يعتبر قفزة لابأس بها، إلا أنه مازال أمامها عمل كبير وشاق في مبارياتها المتبقية، وعليها أن تسعى لجمع أكبر عدد من النقاط إذا ما أرادت البقاء في دوري الأضواء والشهرة، وهو أمر لايتحقق بسهولة ويسر، بل عليهم مضاعفة الجهود والأداء بقوة وحماس وبذل العرق بسخاء، فالموقف أصبح لايحتمل، فمتبقيا سبع مباريات لكل فريق، وخسارة أي نقاط قد يدفع الفريق ثمنها غاليا عندما يجد نفسه هابطا إلى الدرجة الأولى.
ولعل الحدث الأبرز في الجولة الخامسة عشرة كان الفوز الأول للعين بعد مرور سبعة أشهر (208) يوما لم يتذوق فيها طعم الفوز في دوري اتصالات، وكان فوزه مساء الخميس الماضي على نده التقليدي الوحدة بمثابة عودة الروح للفريق الذي انهكته الهزائم وقذفت به في المركز قبل الأخير لأول مرة في تاريخ الزعيم. ورفعه الفوز خطوة إلى أعلى في محاولة جادة للإبتعاد عن مراكز المؤخرة التي لاتشبه العين ولاتشبه تاريخ بطل أبطال آسيا 2003.
ولم يكن فوز العين سهلا، فقد تحقق على حساب فريق كبير جاء إلى ملعب القطارة من أجل حصد النقاط الثلاث، ولكنه اصطدم برغبة لاعبي العين في الفوز وفي الإنطلاق نحو المراكز الآمنة، فكان لهم ما أرادوا بعد تقديمهم لعرض يعتبر هو الأفضل لهم منذ اسابيع، وسجلوا هدفين في شباك عادل الحوسني عن طريق البرازيلي الياس روبيرو، وكان الهدف الثاني من أروع الأهداف التي سجلت في دوري هذا الموسم.
وأبقت الهزيمة الوحدة في المركز الثامن برصيد 19 نقطة، وإن كان بعيدا عن المراكز المتأخرة, إلا أنه يجب الحذر مع زحف فرق المؤخرة نحو مراكز الوسط والمتوقع حدوثه في الجولات القادمة، ولم يقدم الوحدة نصف مستواه الذي كاد يهزم به المتصدر الجزيرة في الجولة الرابعة عشرة وفرض عليه التعادل. وغاب اسماعيل مطر كما غاب بيانو ولم يشكلا أي خطورة على مرمى إسماعيل ربيع.
ويقاتل الوحدة على ثلاث جبهات: الأولى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة مساء الاثنين القادم أمام الجزيرة، دوري ابطال آسيا وبطولة دوري اتصالات، بالنسبة للأولى ففرصته كبيرة للفوز بها، والثانية مازال مشوارها طويلا وشاقا، أما الثالثة فلم يعد لديه أمل في المنافسة على الفوز بها وفقد تماما فرصة الإحتفاظ بلقبه.
وجدد اتحاد كلباء أمله في النجاة من شبح الهبوط بعدما حقق فوزا غاليا على بني ياس 2-1 على ملعبه في الساحل الشرقي، وقاتل لاعبو كلباء في الشوط الثاني رغم أنهم كانوا متأخرين بهدف، واستشعروا خطورة موقفهم في مؤخرة القائمة، تعادلوا وسجلوا هدف الفوز في الثواني الأخيرة، ليرفعوا رصيدهم من النقاط إلى 11، وبفارق نقطة واحدة عن الظفرة صاحب المركز الحادي عشر، وثلاث نقاط عن العين صاحب المركز العاشر، وخمس نقاط عن دبي صاحب المركز التاسع.
ولاشك أن وجود المدرب البرازيلي فييرا على رأس الجهاز الفني لفريق اتحاد كلباء أسهم كثيرا في تحسين أداء الفريق واحرازه لنتائج جيدة، فقد هزم العين على ملعبه 4-1، وكذلك هزم الوحدة 5-3، وكاد أن يهزم الأهلي لولا سوء الحظ الذي تخلى عنه في الثواني القاتلة، واحرج متصدر الدوري الجزيرة الذي هزمه بصعوبة 4-3. ولكن أضاع الفريق نقاطا كانت في متناوله مع الفرق المنافسة له على البقاء، فقد خسر على ملعبه ست نقاط غالية من دبي والظفرة، ولو قدر له الفوز بها لكان الآن في وضع أفضل بعيدا عن شبح الهبوط.
أما دبي فقد أوجد لنفسه مكانا يبدو مريحا وإن كانت المخاوف ماتزال قائمة، فقد هزم الشارقة على ملعبه في العوير بهدف مقابل لاشئ، في مباراة كان فيها أسود العوير هم الأفضل واستحقوا النقاط الثلاث عن جدارة واستحقاق. يحتل دبي المركز التاسع برصيد 16 نقطة، ولايجب عليهم أن يركنوا إلى هذا الرصيد ويدور بإعتقادهم أن المهمة انتهت وأنهم باقون في دوري المحترفين، فما زال الطريق طويلا ويتطلب مزيد من البذل والعطاء.
ففريق دبي سيواجه في الأسابيع القادمة الأندية التي تنافسه على البقاء، الظفرة واتحاد كلباء، ورغم أن المباراتان تقامان على ملعبه، إلا أن الحذر مطلوب، وعلى الفريق أن يسعى للفوز بنقاط أخرى إذا ما أراد البقاء في دوري اتصالات للمحترفين موسما آخر.
ويبدو أن الفوز بدوري اتصالات لم يعد إلا مسألة وقت بالنسبة للجزيرة المتربع على الصدارة منذ الجولة الأولى، إذ أنه أثبت بيانا بالعمل أحقيته باللقب بفوزه الكاسح على الأهلي 5-1 في مباراة قدم فيها الجزيرة فواصل من الإبداع الكروي، تألق فيها نجمه البرازيلي ريكاردو اوليفيرا الذي سجل هدفين رائعين من الخماسية، ولو قدر لمواطنه باري التسجيل من الفرص العديدة التي لاحت له لنال الأهلي هزيمة قياسية.
وللمباراة الرابعة على التوالي في الدور الثاني يعجز الأهلي عن تحقيق الفوز، فقد خسر من الوصل والجزيرة، وتعادل مع الظفرة وكلباء، ويحتل الفريق المركز الخامس برصيد 22 نقطة، وفي كل مباراة يتعادل أو يخسر فيها الفريق تثور ثائرة جماهيره مطالبة بإقالة مدربه الإيرلندي دافيد اوليري الذي انعدمت الثقة بينه وبين جمهور النادي التي أصبحت لاتطيق وجوده على رأس الجهاز الفني للفريق الأهلاوي، وفي كل مرة تصرح إدارة النادي بأنهم حالما وجدوا البديل المناسب، فإن التغيير حاصل لامحالة.
واستعاد الوصل نغمة الفوز بانتصاره على الظفرة في مباراة كان الهدف منها الثلاث نقاط، بعد أن خسر الفريق في الدور قبل النهائي للكأسين، كأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس اتصالات. وقفز به الفوز إلى المركز الثالث برصيد 24 نقطة. ووضعت الهزيمة الظفرة في موقع حرج بالمركز الحادي عشر، وأمامه مواجهات صعبة، لعل أولها مباراته في الجولة السادسة عشرة أمام اتحاد كلباء، حيث يتحتم عليه الفوز خاصة والمباراة على ملعبه.
وأضاع الشباب فرصة الفوز بالمركز الثالث بعد أن فرط في تقدمه 2-0 على النصر، الذي عاد إلى المباراة وخرج متعادلا حارما الشباب من الفوز بالثلاث نقاط. وللمباراة الثانية على التوالي لاينجح النصر في تحقيق الفوز ويعود للمباراة بعد أن يكون خاسرا، وهذا أمر يتطلب من مدربه زنغا التدخل السريع لإيجاد حلول عاجلة تعيد الفريق إلى سكة الإنتصارات.