أخبار
ختام ملتقى دبي الدولي لأكاديميات كرة القدم.. ومارادونا وأريكسون يؤكدان: الإمارات ينتظرها مستقبل رياضي مشرق
اختتم مساء اليوم الأحد الثاني من يونيو بفندق انتركونتيننتال- فيستفال سيتي بدبي فعاليات "الملتقى الدولي الثاني لأكاديميات كرة القدم" الذي نظمه مجلس دبي الرياضي تحت شعار "الطريق نحو تطوير الأداء"، برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، وشهد إقامة عدة جلسات وورش عمل متخصصة للارتقاء بهذا المجال الهام لضمان تطوير القطاع الرياضي المحلي على المدى الطويل.
وخطفت الجلسة الأخيرة الأضواء في الملتقى نظراً لمشاركة الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا السفير الشرفي للرياضة في دبي والسويدي زفين جوران أريكسون المستشار الفني لنادي النصر، اللذين قاما باستعراض مسيرتهما الحافلة في قطاعات الناشئين وشرحا أهمية العناية بهذا الجانب لتطوير كرة القدم الإماراتية.
واستهل مارادونا حديثه بالتأكيد على أهمية قطاع الناشئين من خلال تدريب اللاعبين الصغار بطريقة صحيحة ومنحهم الحرية لتطوير مواهبهم وعدم التركيز على الجانب الخططي فقط، منتقداً في الوقت ذاته أكاديميات كرة القدم الخاصة التي تسرق الأموال من أولياء الأمور على حد قوله بإرسال الصغار إلى اللاعبين دون تعليمهم أي مهارات جديدة، وذلك يرجع لعدم امتلاك عدد كبير من مدربي هذه الاكاديميات الخبرة والمعرفة اللازمة، حيث أن عدداً منهم لم يسجل هدفا أو ينفذ ركلة ركنية لعدم ممارسته كرة القدم في الفريق الأول خلال مسيرته السابقة.
من جانبه بدأ أريكسون حديثه بالإشارة إلى أن مارادونا أفضل لاعب شاهده في حياته، واسترجع ذكريات لقاء جمعه به عندما كان مدربا لفريق فيورنتينا الإيطالي في حين كان مارادونا في صفوف نابولي، وبعدما تغلب فيورنتينا على نابولي في مواجهة كأس ايطاليا أقيمت يوم أربعاء، قال له مارادونا ستشاهد عرضاً مختلفاً يوم الأحد المقبل في الدوري وهو ما تحقق عندما فاز نابولي يخمسة أهداف مقابل هدف واحد في لقاء قدم فيه مارادونا كل شي، حتى أن أحد مدافعي فيورنتينا سأل أريكسون ما هي أفضل طريقة لإيقافه (مارادونا)؟ فأجابه لا أعرف !.
وأجمع مارادونا وأريكسون على أهمية تعليم اللاعبين والفرق هنا للعب بكتلة واحدة وأن تبدأ الهجمات من المدافعين وليس أن يقوم حارس المرمى بركل الكرة بشكل عشوائي نحو منتصف الملعب، علما بأن مهمة تسجيل الاهداف تقع على عاتق الفريق ككل وليس لاعب خط الهجوم فقط.
كما أشار الاثنان إلى جانب غياب التواصل والتنسيق بين الفريق الاول وبقية الفرق هنا بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يسبب مشكلة عدم القدرة أحيانا على إدخال لاعبين ناشئين في الفريق الأول بسبب اختلاف طريقة اللعب بين نفس فرق النادي. وأشار مارادونا إلى أن اللاعب في عمر الـ17 سنة عليه أن يبدأ باللعب على أعلى مستويات وأن يدرك دوره جيداً في الملعب.
مارادونا يشيد بالعين
وأشاد مارادونا بفريق العين، مؤكداً أن سر تفوقه يكمن في إمتلاكه البديل الجاهز والقادر على تعويض اللاعب الغائب، مدركاً للمهام الموكلة إليه. كما أشار إلى أن تقليد الفرق الكبيرة مثل برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس لن يحقق نتيجة مأمولة للإمارات، حيث يجب أن تمتلك كل دولة هوية خاصة بها وأسلوب لعب يناسب قدراتها وإمكانياتها، في حين أجمع مارادونا مع أريكسون على أن الإمارات ينتظرها مستقبل مشرق على صعيد الرياضة. وقال أريكسون :"أنظر للتطور الكبير لمدينة دبي في كافة المجالات، ومن الطبيعي أن ينعكس الأمر على الرياضة أيضا".
وحول التطور الكبير للكرة الألمانية على الصعيد العالمي حالياً، أرجع أريكسون الأمر للقوة الجسدية واللياقة العالية التي ركزت عليها الفرق الألمانية وأنعكس الأمر أمام نظيرتها الإسبانية في دوري أبطال أوروبا الموسم الحالي بما ينبئ بنهاية عصر السيطرة الإسبانية، في حين أشار مارادونا إلى أن الفرق الألمانية قامت بالتخطيط والعمل بشكل كبير وجاد بينما كانت فرق برشلونة وريال مدريد تبحث عن المال من خلال المباريات الإستعراضية حول العالم مما أدى لنهاية عصر "التيكي تاكا" على يد الألمان حالياً.
تنظيم العمل الفني بأكاديميات كرة القدم
وكانت فعاليات اليوم الثاني للملتقى قد انطلقت بجلسة تحمل عنوان "تنظيم العمل الفني بأكاديميات كرة القدم"، وتحدث فيها: تاكافومي ياماجوشي حول مقومات نجاح النموذج الياباني لتطوير الناشئين، وميشال تشاي حول نظام ترخيص الأندية الإماراتية وخطط تطوير الناشئين، وأدار الجلسة علي عمر مدير إدارة المؤسسات الرياضية بمجلس دبي الرياضي بالإنابة.
واستعرض تاكافومي ياماجوشي خطط وبرامج الاتحاد الياباني لكرة القدم لتطوير قطاعات الناشئين، حيث أوضح أن مراكز تدريب هذه الفئات كانت السبب الرئيسي في تطوير الكرة اليابانية والوصول بها إلى قمة الكرة الآسيوية عام 1992 ومن ثم المضي قدماً من خلال التأهل في دورات الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم التي تواصلت حتى عام 2002، ثم تم إطلاق مراكز التدريب للاعبين النخبة والمدربين عام 2003 التي مكنت اليابان من مواصلة هيمنتها الآسيوية والسطوع على المستوى العالمي من خلال القدرة على مواجهة المنتخبات الدولية على أعلى المستويات.
وكشف ياماجوشي عن إطلاق مشروع "الحلم" عام 2005 الذي وضعت فيه اليابان خطة طويلة الأمد لها هدفان رئيسيان، وذلك بأن تكون اليابان واحدة من أقوى
10 فرق على صعيد العالم عام 2015، وأن تستضيف اليابان نهائيات كأس العالم مجدداً عام 2050 وأن يحرز فريقها اللقب، وهنا بالطبع لا يوجد خلطة سحرية لتحقيق هذه التطلعات إلا بواسطة العمل الجاد والتخطيط السليم.
ومن جانبها قدمت ميشال تشاي محاضرة حول نظام ترخيص الأندية الإماراتية وخطط تطوير الناشئين، طالبت فيها الأندية وشركات كرة القدم الإماراتية بالتركيز على قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم من أجل اكتمال العملية الاحترافية وبلوغ الأهداف المنشودة، حيث كشفت تشاي عن معدل رواتب المدربين في الفريق الأول لموسم 2011-2012 الذي بلغ مليون ومئة ألف دولار أميركي فيما بلغ معدل رواتب اللاعبين "محليين وأجانب" في ذلك الموسم 332 ألف دولار أميركي، فيما وصفته أمر لا يمكن المساس به ، حيث انتقدت تشاي التركيز على الفريق الأول في النادي فقط وطالبت بالاهتمام ببقية القطاعات أيضاً لضمان الاستمرارية والتطور على المدى الطويل.
استعراض البرامج المحلية
كما أقيمت جلسة تحت عنوان "استعراض البرامج المحلية في تطوير الناشئين" وتحدث فيها: راشد عامر من اتحاد الإمارات لكرة القدم، طلال الهاشمي من مجلس أبوظبي الرياضي، عبدالله بوخاطر من مجلس الشارقة الرياضي وعلي عمر من مجلس دبي الرياضي، وأدار الجلسة مشعل القحطاني من قناة دبي الرياضية.
وقدم راشد عامر عرضاً حول المنتخب الذي سيمثل الإمارات في كأس العالم تحت 17 سنةً العام الجاري في المنافسات التي تستضيفها الدولة، حيث يتطلع اتحاد الكرة إلى أن يواصل هذا المنتخب النجاحات التي حققتها منتخبات قطاعات الناشئين في السنوات الماضية بقيادة مدربين مواطنين، علماً بان منتخبات الناشئين بدأت المشاركة في بطولات كأس العالم من عام 1991.
وقد بدأ المنتخب استعداداته فعليا في يوليو 2010 بمعسكر خارجي، ثم المشاركة في بطولة الطائف الدولية في نفس العام تلتها المشاركة في دورة باسبانيا بمواجهة منتخبات صاعدة إلى نهائيات كأس العالم ومنها المنتخب الكندي، ثم خاض المنتخب مطلع العام الجاري دورة العين الدولية وغيرها من المباريات الودية ليبلغ مجموع ما خاضه من هذه المباريات 22 مباراة فاز في 10 وتعادل في 4 وخسر 8 مسجلاً 40 هدفاً وتلقت شباكه 36 هدفاً، علماً بأن المنتخب شارك في دوري الشباب تحت 19 سنة بهدف تجميع اللاعبين أسبوعيا تحت إشراف الجهاز الفني للمنتخب والتعود على الاحتكاك بلاعبين من أصحاب بنية جسدية أكبر منهم واكتشاف لاعبين جدد.
وسيدخل المنتخب الفترة المقبلة في معسكر إعدادي بداية من الأول من يوليو في أبوظبي على أن يغادر بعد ذلك إلى معسكر لمدة 25 يوماً في تركيا تليه معسكرات في أوروبا قبل العودة إلى أرض الوطن استعداداً لخوض النهائيات.
مجالات تطوير قطاع الناشئين
من جانبه قدم طلال الهاشمي عرضاً حول مجالات تطوير قطاع الناشئين في مجلس أبوظبي الرياضي، الذي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للمجلس ويعده رافداً أساسياً للأندية وقد وضع المجلس هيكلاً تنظيمياً يتطابق مع نظام ترخيص الأندية الآسيوية لإدارة مدارس الكرة والأكاديميات.
وأشار الهاشمي إلى أن أنه قد تم توقيع عدة اتفاقيات مع أندية عالمية مثل انتر ميلان الايطالي وفالنسيا الاسباني ونادي مانشستر سيتي الانجليزي، تم خلالها تنظيم دورات وورش عمل لتطوير الأجهزة الفنية إلى جانب إقامة بطولات لرفع مستويات اللاعبين.
كما استعرض عبدالله بوخاطر برامج مجلس الشارقة الرياضي لتطوير قطاع الناشئين، حيث تركز استراتيجيات المجلس على عدد من الأولويات والمبادرات ومنها نشر المعرفة والثقافة الاحترافية بين صفوف الناشئين، لذلك يعمل المجلس على إعداد وتاهيل الكوادر الفنية والإدارية إلى جانب استشكاف اللاعبين الواعدين وضمهم للأندية من خلال تنظيم البطولات لفرق المراحل السنية ومن أبرزها بطولة مجلس الشارقة الرياضي المدرسية التي بلغت عامها السادس حالياً، إلى جانب توفير البنية التحتية الملائمة للأندية الرياضية.
دليل أكاديميات كرة القدم
وختم علي عمر الجلسة بعرض حول برامج مجلس دبي الرياضي لتطوير قطاعات البراعم والناشئين، كشف فيها عن الملامح الرئيسية لدليل أكاديميات كرة القدم في شركات كرة القدم الذي قام المجلس بوضعه بعد الاطلاع على تجارب العديد من أكاديميات كرة القدم العالمية في أعرق الدول الأوروبية، مثل:اسبانيا وانجلترا وفرنسا وايطاليا من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة مع المسئولين فيها والأندية الرياضية مثل يوفنتوس الايطالي وغيره.
وجاء هذا الدليل في إطار تنفيذ توصيات مؤتمر دبي الرياضي السنوي، الذي يسعى المجلس من خلاله إلى تنفيذ برامج سنوية لتطوير الكوارد الفنية وتوفير فرصة التطوير المهني الرياضي لها، إلى جانب إقامة برامج خاصة باللاعبين وبطولات دولية ومحلية متخصصة بالأندية والمدارس ومن أبرزها "دورة حمدان بن محمد للألعاب الرياضية المدرسية" التي تساهم بشكل كبير في مد الأندية بالمواهب الصاعدة.
الأندية تستعرض اكاديمياتها
وكانت الفترة المسائية لليوم الأول للملتقى قد شهدت إقامة ورشة عمل تم فيها استعراض خطط تطوير الناشئين بأكاديميات كرة القدم بأندية دبي، وتحدث فيها، كل من: عبدالله صقر من الشباب، برنارد شوم من الأهلي، ألبرت بيناغيش من الوصل، غسان بن سليمان من النصر، طاهر هيلجا من نادي دبي وعلي حراث من نادي حتا، وأدار ورشة العمل عبدالله حسن من اتحاد الإمارات لكرة القدم.